دخل رجل على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فنم (جاء بالنميمه) عنده رجل من أصحابه ونقل عنه القبيح الي أمير المؤمنين ، وأوغر صدره عليه.
فلما فرغ الرجل من وشايته ، طأطأ عمر رأسه كأنما يفكر في تلك الوشايه ثم رفعها وقال للرجل : ياهذا إن شئت نظرنا في أمرك ووقفنا على خبرك .
فإن كنت كاذبآ فأنت من أهل هذه الآيه : ( ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قومآ بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين ).
وإن كنت صادقآ فأنت من أهل هذه الآيه : ( ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم)
وإن شئت عفونا عنك ولاتعد إلى مجلسنا بعد اليوم ، فلست من جلساء المؤمنين .
فتصاغر الرجل في نفسه وقال : أستعفيك ياأمير المؤمنين وأعدك ألا أعود إلى وشايه قط ثم خرج من مجلسه خزيانا خجولا.